احياناً وفي لحظة ما ،تتجمع سحائب
اليأس وتخيم بسوادها على عالمنا، حتى الشمس تعتاد الغروب ولا تشرق عليه،تموت أشياء عدة بداخلنا.
تُنسى أمنيات وتركن على الرف وربما تموت ويقام حفل تأبينها؛كان هذا حال ماري التي عادت لتوها من إحدى دور النشر،حزينةً وبائسة،
وعيناها مخضلتان بالدموع، فالدار التي كانت آخر أمل لها رفضت روايتها الأولى وليس ذلك فحسب بل سخرت من كتاباتها،
شعرت حينها بالفشل والأحباط، وما زاد حزنها إن اليوم، هو الأول من شهر ديسمبر،
الذي تُسمّيه شهر النهايات حيث راودها شعور ان حلمها انتهى بالفعل،
بقيت مكتئبة عدة أيام لكن في لحظة ما شعرت بقوة غريبة، شعورٍ اجتاحها للخلاص من يأسها،
نهضت في ذات صباح فتحت نافذة غرفتها، تأملت الغيوم التي تغطي السماء، استنشقت نسمات الهواء الباردة،
وهي تردد بداخلها إن كان ديسمبر شهر النهايات فما بعده يناير شهر البدايات ففيه يبتدأ عام جديد،
وأحلام جديدة ويولد شغف جديد، حينها أدركت إن هذه ما هي إلا إشارة لتعود لحلمها وشغفها وأن لا تفقد الأمل.
نوال المطيري