الفرق بين التقاعد والتأمينات الاجتماعية

ما هو الفرق بين التقاعد والتأمينات في المملكة العربية السّعوديّة ؟ يأتي هذا التساؤل بالتزامن مع التّصريحات الأخيرة التي أعلنت عنها حكومة المملكة العربية السّعوديّة بشأن دمج مؤسسة التقاعد بالمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعيّة، الأمر الذي أحدث ضجّة كبيرة لمعرفة أبرز الفروقات بين هاتين المؤسستين التي توّد الحكومة دمجها في نظام واحد.

الفرق بين التقاعد والتأمينات

يتحدد الفرق بين التقاعد ومصلحة التأمينات الاجتماعيّة السّعوديّة في اللوائح والتشريعات والأنظمة الخاصّة بكلّ منهما، حيث أوضح عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة خليل الذيابي، الفرق بين مصلحة التقاعد، والتأمينات الاجتماعية، قائلًا: (الآن وزارة الموارد البشرية تابعة للسلطة الأولى في الدولة، لها لوائح وتشريعات، وجميع الموظفين يتبعون لأنظمة واحدة، قديمًا كان عندنا نظامان هما نظام مصلحة معاشات التقاعد، ومصلحة التأمينات الاجتماعية، والفرق بينهما كبير من حيث اللوائح والتشريعات).

وأضاف لحديثه أنَّ النظام  الآن كفل للجميع حقوقهم في التوظيف، وفي السابق الجميع كان الجميع يُفضل العمل في الوظيفة الحكومية، بحيث ينتمي العاملون في القطاع العام في الدولة إلى مؤسسة التقاعد، وهي المسؤولة عن منح المعاشات التقاعدية، وتقدير قيمة مكافأة نهاية الخدمة، ومواعيد صرف الرواتب التقاعدية، بينما كانت التأمينات الاجتماعيّة هي الجهة المسؤولة عن تنظيم الشؤون التقاعدية للعاملين في القطاع الخاص، ولهذا وجب تغيير هذا المفهوم، وشؤون الموظفين في السابق كانت تهتم بالإجراءات الروتينية فقط، ولكن حاليًا تهتم الموارد البشرية في السياسات، وتضع أهداف المنظمة نفسها، وتسعى لتحقيقها بما يقلص الفرق بين الوظيفة الحكومية والخاصة، لأنَّ كل الوظائف الآن تحت مظلة واحدة هي وزارة الموارد البشرية.

اقرأ أيضًا: معلومات عن مهام وظيفة مدير نظام التقاعد وسلم رواتبها

ما الفرق بين مؤسسة التأمينات الاجتماعية ومؤسسة التقاعد

يُمكنكم الاطلاع على الفرق بين مؤسسة التأمينات الاجتماعيّة ومؤسسة التقاعد من خلال المفهوم الخاصّ بهما؛ إذ يُعرف نظام التأمينات الاجتماعيّة للسعوديين بأنَّه نظام سعوديّ تكافلي اجتماعي صدر بموجب المرسوم الملكي رقم م/33 الصادر بتاريخ 3/ 9/ 1421هـ، وكذلك بقرار مجلس الوزراء رقم (199) الصادر بتاريخ 17 / 8 / 1421 هـ، وهو إحدى صور التعاون والتكافل الاجتماعي التي يقدمها المجتمع لمواطنيه، حيث يقوم على رعاية العاملين في القطاع الخاص والعاملين على بند الأجور في القطاع الحكومي ليوفر لهم ولأسرهم حياة كريمة بعد تركهم العمل بسبب التقاعد أو العجز أو الوفاة، كما يوفر العناية الطبية للمصابين بإصابات عمل أو أمراض مهنية والتعويضات اللازمة عند حدوث عجز مهني أو وفاة.

بينما تُعرف المؤسسة العامة للتقاعد على أنَّها مؤسسة حكومية سعودية سابقة، أُنشئت تحت مسمى “مصلحة معاشات التقاعد” عام ١٣٧٨هـ الموافق 1958م، وذلك بموجب المادة “8” من نظام التقاعد الصادر في نفس العام، وفي عام 1423هـ صدر قرار مجلس الوزراء رقم ٢٧٧ بتحويل مصلحة معاشات التقاعد إلى مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة تتمتع بالاستقلال الإداري والمالي وترتبط إدارياً بوزير المالية بمسمى المؤسسة العامة للتقاعد” ومقرها الرئيسي في مدينة الرياض، وتعنى المؤسسة العامة للتقاعد بصرف المعاشات التقاعدية للمتقاعدين من موظفي الدولة؛ الذين أحيلوا للتقاعد، إضافةً إلى صرف المستحقات الشهرية للمستفيدين من أسرة المتقاعد.

اقرأ أيضًا: مهام مسؤول تحليل الراتب

قرار دمج مؤسسة التقاعد مع مؤسسة التأمينات

قرر مجلس الوزراء السعودي بجلسته الأخيرة دمج المؤسسة العامة للتقاعد في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وتُعد عملية الدمج عملية إدارية تنظيمية لتوحيد مظلة الحماية التأمينية للقطاعين العام والخاص، وتلبية طموحات العملاء وتحقيق تطلعاتهم في توفير أعلى مستويات الخدمة والكفاءة، وبما يدعم تنسيق الجهود وتوحيد الإجراءات، وليس لقرار الدمج أيَّ تأثير على آلية ومواعيد صرف المستحقات التأمينية لعملاء التأمينات أو المعاشات التقاعدية لعملاء التقاعد أو توريد الاشتراكات، ولا على سير العمليات أو المعاملات، إذ سيستمر تقديم الخدمات عبر قنوات الخدمة المعهودة وبذات الإجراءات المتبعة سابقًا، وجدير بالقول هنا إنَّه قرار الدمج يأتي في إطار حرص حكومة المملكة على تحقيق الأهداف التالية:

• توحيد الجهود في الاختصاصات المتشابهة والاستفادة من الموارد المالية والبشرية في تطوير الخدمات.
• رفع كفاءة الأداء وزيادة مستوى الإنتاجية، لاسيما أن المؤسستين تعملان على تحقيق التغطية التأمينية وتوفير المعاشات التقاعدية للعاملين في القطاعين الحكومي والخاص.