فن التفويض الأسري
أن مسؤولية الانفاق والصرف أصبحت مسؤولية مشتركة بين الزوجين وان كان العقاب البدني مرفوضاً إلا في حالات معينة.
خلق الله الانسان ليعمر الأرض وليكون خليفة فيها من خلال سعيه في تكوين أسرة وتربية الأبناء ورغم هذا تشكو كثير من الأمهات العاملات في مجالات مختلفة أنهن لا يلقين المساعدة أو التعاون من قبل أزواجهن في تحمل مسؤوليات البيت والأسرة والأمور التربوية ورعاية الأبناء وأنهن يواجهن صعوبة كبيرة في التوفيق بين مسؤولياتهن الوظيفية من جانب وأعبائهن الأسرية من جانب آخر وكثيراً ما يثار الجدل بين الآباء والأمهات حول تحديد المسؤوليات ونوعها وطبيعتها أو توزيعها بين الطرفين أو حول أسباب التهرب منها من قبل الآباء تحت حجج مقنعة أو غير مقنعة والآثار السلبية التي تنتج عن ذلك وفي مقدمتها تنامي دور المربية أو الخادمة داخل الأسرة نتيجة اضطرار كثير من الأمهات توكيل الخادمة أو المربية لذلك فالأسرة المثالية تحرص على تكوين بناء متكامل بصورة متوازنة و توزيع الادوار والمهام ولكن بشكل مميز عن طريق فن التفويض يتضمن في معناه مسؤولية ثنائية جزئية وليست كلية تبدأ بزوجين وتنقل إلى الابناء وفق تفاهم وتشاور لاتخاذ القرار وحل المشكلات. فدور الأب بطبيعة الحال يتحمل أدبياً المسؤولية الاجتماعية في تربية الأبناء وإذا كانت الأسرة هي البيئة الأولى للطفل التي تهيئ له نمط اتجاهاته نحو المجتمع والناس والأشياء والحياة من حوله فإن ثقافة الأبوين ومدى تطبيقها للأساليب التربوية السليمة في التربية ينعكس بلا شك على الأبناء.فخروج المرأة للعمل وتحملها المشاركة في المسؤوليات الاقتصادية والمادية والمعاشية للأسرة، وغياب الأب لظروف معينة تفرضها متطلبات الحياة، فرض حالة من إعادة تقسيم الأدوار والمسؤوليات داخل الأسرة .
أن مسؤولية الانفاق والصرف أصبحت مسؤولية مشتركة بين الزوجين وان كان العقاب البدني مرفوضاً إلا في حالات معينة وبطرق وبدرجة معينة أيضاً حسب الموقف والحاجة التربوية إليه واتفاق الأبوين فيما يتعلق بمبدأ الثواب والعقاب يفتح الباب لتفويض الأبناء بالمهام البسيطة وبطريقة متدرجة ومتسلسلة لإكسابهم المهارات وتعزيز الثقة بالنفس التي تحملة المسؤوليات في المستقبل وتقضي على وقت الفراغ بطريقة تؤهله لإبراز مواهبة التي كانوا يجهلونها في السابقة إلى جانب تطور قدراتهم في تكوين الصداقات بالذكاء العاطفي والاجتماعي من خلال التواصل المختلف مع الأهل والمؤسسات المختلفة .ولتفويض شروط أساسية ألا وهي تقديم معلومات كاملة عن الموضوع المراد تفويضه للشخص المناط بتنفيذ هذه المهمة.و تحديد المسؤوليات بشكل واضح وصريح ومباشر ، تقديم النصائح التي تساعده على أداء هذه المهام ولا تقدم الحلول، دع المكلف بأداء المهام يصنع القرار بنفسه، لا تستعجل في انتقاده في حالة خطأه أو فشله في التنفيذ. تابع العمل الذي فوضته لزوجتك أو زوجك أو الأولاد خلال وقت محدد،
شجعه على مواجهة الأمور الطارئة بنفسه قبل أن يعود إليك، لا تعكس قراراً اتخذه من فوضت إليه تنفيذ المهمة. والتمسك بهذه الشروط أثناء التفويض في الأسرة يحقق تساوي في المهام والتفويض يأخذ أنواع كثيرة أما تفويض ذاتي بين نفسه أم تفويض بين الزوجين أو تفويض من الآباء للأبناء وتفويض للعاملة وكل منها يختلف عن الأخر حسب نوع التفويض ووقته ومستوى الشخصية التي تم تكليفها . وفي المرحلة ربما تواجه الاسرة عقبات تعيق التفويض وتحصر في التالي: – لعدم ثقتنا بالآخرين، نخشى اختلاف وجهات النظر مع المفوضين، شعورنا بعدم قدرة الآخرين على القيام بالمهام المفوضة، إحساسنا بفقدان السلطة وزمام الأمور، قد نوصف بالنقص والقصور وعدم الكفاية، عدم وجود الكفء للمهمة المفوضة ،ضعف الخبرة، عدم القدرة على الرقابة والمتابعة للأعمال المفوضة، الشعور بعدم الأمان، الإفراط في العمل مما يعيق عملية التفويض. لذلك لابد الحرص في أي مسؤولية نوكلها أي فرد في الأسرة لنحقق السعادة و الترابط بين أزواجنا وأبناءنا بصورة تبني أسر قوية بعقول مسؤولة وقادرة على تحدي وحل كل المشكلات التي تواجها.
الكاتبة عائشة البيرق