المطبخ البرتغالي، إن طلبنا منكم أن تخبرونا عما تعرفونه عن البرتغال فحقيقة أنها موطن اللاعب الشهير كريستيانو رونالدو ستكون على رأس القائمة التي قد لا تكون مؤلفة من أكثر من بند واحد!
وبالتأكيد لن يكون المطبخ البرتغالي الذي لا يقاوم من ضمنها، فقد يفترض الكثيرون أنه بسبب موقع البرتغال الجغرافي المجاور لإسبانيا فهذا يعني أنه حتماً يماثل مطبخ الجارة اللدود وأنه لا يختلف عنها بشكل كبير. لكن في الحقيقة و على الرغم من صغر مساحة البرتغال إلّا أنّ لها مطبخاً مميّزاً وأطباق خاصّة لا يمكن أن نجدها في أماكن أخرى.
فرغم وجود أطباق مشابهة لجيرانها من بلدان حوض المتوسط إلّا أنّ عوامل أخرى دخلت في تشكيل المطبخ البرتغالي.
وفي الواقع فإنّ المطبخ البرتغالي تظهر فيه العديد من التأثيرات سواء العربية الأفارقية وذلك يعدّ أهمّها، فالفترة التي حكم فيها المسلمون شبه جزيرة إيبيريا كانوا قد نقلوا معهم موادهم الخام من تمور وأرز ولوز وتين وغيرها من العناصر التي تميّز المطبخ المغربي وفي المقابل، كان للرحلات الاستكشافية البرتغالية أيضاً تأثير على مطبخها ووصولهم إلى الشرق الأقصى كان له الفضل الأكبر في دخول العديد من التوابل والبهارات إلى مطبخ البرتغال. أمّأ المستعمرات الواسعة للبرتغال والتي امتدت في أميركا الجنوبية و أفريقيا كان لها أثر متبادل على أطباق المنطقتين.
Bacalhau – باكالاو
لعلّ موقع البرتغال أيضاً يفسّر غنى المطبخ البرتغالي بالمأكولات البحرية وأطباق الأسماك والتي يعدّ أكثرها انتشاراً طبق “باكالوا” والذي يتم تحضيره من سمك القد المجفف ويمكن تحضيره بطرق مختلفة وفق المناطق حيث يُقال أن هناك 365 طريقة لتحضيره، أي واحدة لكل يوم من أيّام السنة!
و إحدى الطرق لتقديم سمك القد المملح والمجفف هي مع البطاطا والطماطم والفطر والبصل والزيتون ويتم رش زيت الزيتون المطعّم بالثوم ويمكن إضافة البيض المسلوق وبالطبع هي واحدة من مئات الطرق لتحضير هذا الطبق الشهي.
Pão – باو
ولا ننسى هنا خبز الـ “باو” Pão الذي كان في الماضي يستخدم كطبق لتقديم الطعام، لكنه بالطبع مازال يشكّل جزءاً هاماً من المطبخ البرتغالي ويرافق العديد من المأكولات. تختلف طريقة إعداده حسب كل منطقة ففي الشمال يتم تحضيره من طحين الشعير أمّا في الجنوب فيُضاف إليه الليمون.
Cataplana – كاتابلانا
شاهد أيضاً: لنتيجة مثالية: 6 نصائح يجب اتباعها عند عمل كبسة في قدر الضغط
-ومن الأطباق البحرية البرتغالية الأخرى نجد أن لسمك السردين الطازج مكان هام على المائدة البرتغالية إضافة إلى الأخطبوط والقريدس والمحار وعلّ أشهرها هو الـ “كاتابلانا” Cataplana الكلمة التي تعني “مقلاة” حرفياً وهي تشبه الطاجين تشتهربه منطقة الغارف Algarve (الكلمة ذات أصل عربي “الغرب”) وبالإمكان إعداد العديد من أطباق الكاتابلانا المتنوعة كتلك التي تضم خليطاً من ثمار البحر ويتم طهيها ضمن القدر مع زيت الزيتون والثوم والبصل والبهارات المتنوعة.
Piri Piri – بيري بيري
أمّ بالنسبة للأطباق المعدّة من الدجاج فأشهرها هو طبق الـ “بيري بيري” الذي نقله البورتغاليون من أنغولا وموزمبيق في جنوب أفريقيا.
وتعود تسمية الطبق إلى الفلفل الحار piri piri المستخدم في تحضيره والذي ينمو في أفريقيا. وهو طبق بسيط لكنه شهي وبالإمكان إعداد الصوص بسهوله وإضافته إلى كباب الدجاج أو الجوانح. إذ نضيف المكونات في الخلاط، ليمون، وزيت الزيتون وثوم والفلفل الأحمر والأوريغانو والطرخون والحبق والغار ثم نترك الدجاج ليتشبه النكهة ونقوم بشويه كالمعتاد.
Doce – دوسيه
أمّ الأرز فعدا عن تناوله بجانب العديد من الأطباق والعصائد وخاصّة المعدّة من لحم البقر، فإنّه يدخل في تركيب الحلويات البرتغالية بكثرة. أحدها طبق Arrozo Doce وهو نوع من أنواع البودينغ باللبن.
Bolo de Arroz – بولو ديه آروز
ومن الحلويات التي يشتهر بها المطبخ البرتغالي وجميع البلدان التي تقطنها جاليات برتغالية كبيرة كالبرازيل وأنغولا وماكا و كابو فيردي وكندا،هو مافن الأرز Bolo de Arroz
ويعدّ هذا النوع من الكيك مثالياً بجانب القهوة. يتم تحضير هذه الحلوى بمكونات بسيطة تماثل تلك التي تستخدم في إعداد الكاب كيك أو المافن وبإضافة الأرز نحصل على قوام طري ومميز.
شاهد أيضاً: تجنبوا هذه الأخطاء الشائعة عند عمل خبز التميس في المنزل! المفطح السعودي
bolo de mel de cana – بولو ديه ميل ديه كانا
-أمّا جزيرة “مديرا” التي تعرف بلؤلؤة الأطلسي (وهي مسقط رأس نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو) فتشتهر بكعكة العسل اللذيذة bolo de mel de cana وهي كيك دائرية تصنع من دبس القصب الداكن ولها نكهة قوية ويضاف إليها الجوز واللوز والقرفة. يمكن حفظ هذا الكيك لمدة عام كامل دون أن يفسد.
وبالطبع هناك الكثير من الأطباق الأخرى المميزة التي يشتهر بها المطبخ البرتغالي والتي تضم مكوّنات مختلفة من اللحم والدجاج والأرز إضافة إلى الفواكه الطازجة والثمار التي لا تنمو إلّا في المناخ البرتغالي، فلا ننسى أن كلمة “برتقال” باللغة العربية جاءت من كلمة “برتغال”. فقد عرف العرب تلك الفاكهة لكنّها كانت أكثر حموضة من البرتقال الذي نعرفه اليوم والذي نقله إلينا البرتغاليون عن طريق الهند.
إذاً هل أصبح لديكم الفضول لتجربة الاطباق البرتغالية؟ أم أنكم أصبحتم ترغبون بزيارة لشبونة ربما وتناول الأطعمة بنكهة أصيلة هناك؟ أخبرونا عن أكثر طبق نال إعجابكم ولماذا.